فسيولوجيا النمو العضلي


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النمو العضلي
عملية تقوم بها الأنسجة العضلية للتكيف مع الجهود المبذولة ولموافقة التغيرات في القوى ..

وعندما تنهك العضلات ويركن الإنسان إلى الراحة تبدأ عملية إصلاح وتجديد الخلايا وترميم ما تلف
فالعضلة تنمو من نظام تالف ومن فضل الله جل وعلا على  الإنسان وجود ما يسمي بالخلايا التابعة في الانسجة العضلية حيث تنساب هذه  الخلايا من أماكنها إلي مواضع التلف لتسريع عملية التعافي العضلي  والإستشفاء
..
إن تضخم العضلات (Muscle hypertrophy)  يعني زيادة كتلة العضلة ومقطعها العرضي، وفي الواقع فإن الزيادة في محيط  العضلة تكون بسبب زيادة عرض الألياف العضلية المكونة للعضلة. يحدث نمو حجم  العضلة وتضخمها من جراء التدريب البدني ذي العبء الزائد (Overload)  خاصة باستعمال تدريبات الأثقال، مما يجعل العضلة تستجيب لهذا العبء غير  المعتاد من خلال إحداث تغيرات تشريحية ووظيفية إيجابية تجعلها قادرة فيما  بعد على التكيف مع هذا الوضع الجديد عليها. وتشير نتائج البحوث التي أجريت  على الرياضيين ومقارنتهم بغير الرياضيين، إلى أن الألياف العضلية السريعة  الخلجة في عضلات الفخذين لدى رباعي الأثقال تعد أكبر حجماً من تلك التي لدى  غير الرياضيين أو لدى رياضيي التحمل بمقدار 45%.



العوامل المؤثرة على الحجم العضلي للإنسان

من المعروف أن هناك العديد من العوامل المؤثرة على حجم العضلات في جسم الإنسان. من تلك العوامل يأتي دور كل من الوراثة، والتأثير الهرموني، والنشاط البدني خاصة تدريبات الأثقال، والتغذية، وأخيراً نوعية التوصيل العصبي للعضلات.  هذه العوامل سواء كانت منفردة أو مجتمعة، تؤثر على قدرة الشخص على امتلاك  كتلة عضلية كبيرة أو بناء العضلات. فالوراثة لها دور مهم في مدى امتلاك  الشخص لكتلة عضلية كبيرة أو صغيرة، وتسهم تدريبات الأثقال بلا شك في بناء  العضلات وتضخمها لدى الشخص البالغ، كما أن التغذية الجيدة والكافية، خاصة  من المواد البروتينية تعد ضرورية من أجل بناء العضلات. أما التأثير  الهرموني فيسهم بدور مهم في بناء العضلات، حيث نجد أن الأطفال والنساء،  الذين ليس لديهم إفراز كاف من هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) غير  قادرين بعد القيام بتدريبات الأثقال على إحداث تضخم لعضلاتهم كما هو الحال  مع الذكر البالغ، على الرغم من التحسن الملحوظ الحاصل لهم في القوة العضلية  نتيجة لتلك التدريبات البدنية.

كيف يحدث بناء العضلات (أو تضخمها) ؟

إن  عمليات زيادة حجم العضلة (أو تضخمها) مرتبط بشكل مباشر بمعدل تكوين المواد  الخلوية داخل العضلة، خاصة الألياف البروتينية، حيث يلاحظ بعد فترة من  القيام بتدريبات الأثقال زيادة سمك اللييفات العضلية (Myofibrills)، وتكوين وحدات إضافية من وحدات الساركومير (Sarcomeres)، وهي الوحدات الأساسية المكونة للألياف العضلية، وتتكون من خيوط بروتينية غليظة تسمى الميوسين (Myosin) وأخرى دقيقة تسمى الآكتين (Actin).
تكون عمليات بناء وترميم الألياف العضلية  محصلة لعملية تسريع بناء البروتين وإبطاء عمليات هدم البروتين، ويتطلب  الأمر لزيادة عمليات بناء البروتين داخل اللييفات العضلية أن تقوم العضلة  بإنتاج قوة عضلية ليست معتادة عليها في الأحوال العادية، مثل القيام  بتمرينات الأثقال، مما يجعلها تستجيب لذلك بتكوين البروتين. وعلى الرغم من  أن تمرينات الأثقال (تمرينات القوة العضلية) تقود إلى زيادة عمليات تكوين  البروتين داخل العضلة وبالتالي زيادة حجم اللييفات العضلية، إلا أنها لا  تؤدي إلى زيادة عدد الميتوكوندريا أو حجمها أو أي من الإنزيمات المسئولة عن  التفاعلات الهوائية داخل الميتوكوندريا. لذا نرى بعد تدريبات الأثقال  المكثفة زيادة نسبة اللييفات العضلية إلى الميتوكوندريا، وهذا شيء غير  مرغوب فيه في الرياضات التحملية مثل منافسات الماراثون والمسافات الطويلة  حيث يؤدي إلى زيادة كتلة الجسم، مما يعني زيادة الطاقة المصروفة من قبل  العداء أثناء جريه تلك المسافات التحملية.
بالإضافة إلى ما سبق من قول، يؤدي التدريب  بالأثقال (سواء بالأثقال الحرة أو باستخدام أجهزة تدريبات الأثقال) إلى  زيادة كثافة العظام، ونمو الأنسجة الضامة المحيطة بالعضلة، كما أن الأوتار  العضلية والأربطة تصبح أقوى من جراء تدريبات الأثقال، الأمر الذي يوفر  للشخص نوعاً من الحماية من الإصابات العضلية والمفصلية.
من المعلوم أن العضلات تضم ما يسمى بالخلايا الثانوية أو التابعة (Satellite cells)،  موجودة على السطح الخارجي للألياف العضلية. هذه الخلايا الثانوية التي لها  نواة واحدة، مهمتها تسهيل عمليات نمو العضلات وكذلك المساهمة في ترميم  وإصلاح الأنسجة العضلية المصابة بالتلف من جراء الإصابة أو التدريب البدني  العنيف. عند ممارسة تدريبات الأثقال، فإن معدل عمليات هدم البروتينات في  العضلات يزداد، الأمر الذي يقود إلى تكاثر عدد الخلايا الثانوية ومن ثم  اقترابها من الخلايا العضلية التالفة، حيث تعطيها نواتها مما يساهم في  ترميم الألياف العضلية المصابة بالتلف وزيادة ألياف الآكتين والميوسين التي  هي أساس تكوين وحدات الساركومير. ويعتقد أن عملية ترميم العضلات تدوم  لحوالي 48 ساعة بعد حدوث الإصابة أو القيام بتمرينات الأثقال، لذا لا ينصح  بإجراء تمرينات الأثقال العنيفة بشكل يومي لأن ذلك لا يعطي الألياف العضلية  فرصة لترميم التلف الحاصل من جراء التدريب السابق قبل البدء بالتدريب  اللاحق
.

No comments:

Post a Comment